الجمعة، 29 مارس 2024 04:23 صـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    منوعات

    مسئولون يكشفون حال العالم إذا حكمته النساء: هُن الأفضل وسيتحقق السلام

    صوت العالم

    لم يسلم الرجال من الموت بسبب فيروس كورونا التاجي الذي ظهر ديسمبر الماضي، حيث أكدت عدة دراسات ومنها واحدة صادرة عن جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أن 70% من الوفيات في الصين وإيطاليا من الرجال مقابل 30% من النساء، ولكن هذا الأمر ليس غريبًا على الرجال الذين راح المئات منهم في الحروب والأوبئة خلال الفترات الزمنية السابقة.

    وعلى سبيل المثال، تضرر في الحرب العالمية الثانية -التي بدأت عام 1939 بين قوات الحلفاء ودول المحور وانتهت 1945- أكثر من 62 مليون نسمة، ما بين قتلى ومشردين ومرضى، أغلبهم من الرجال الذين كانوا خط الدفاع الأول، وهذا كان له تأثير على الأسر التي اضطرت النساء فيها إلى تحمل مسئولية كل شيء، وفقًا لموفع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

    ليست الحروب فقط هي ما يهدد الرجال، فعلميًا الرجل يعيش حياة أقصر من المرأة بسبب تركيبة بنيته الجسدية، ويقول روبرت شميرلينج، رئيس تحرير مدونة كلية الطب بجامعة "هارفارد"، إن الرجل لا يعيش مثل المرأة لعدة أمور، منها أن الفص الأمامي في المخ الذي يسيطر على التصرفات ينمو ببطء في عقول الرجال مقارنة بالإناث؛ لهذا يظهر على بعض الذكور تصرفات متهورة كقيادة السيارة بسرعة عالية والتعامل بعنف.

    وأضاف أن هناك أسباب أخرى، منها إقبال الرجل على الانتحار لتحمّله أكثر من مقدرته ورفض المجتمع منحه فرصة إظهار حزنه أو حتى البكاء، كما أنهم عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنسبة اللاتي لديهن نسبة أعلى من هرمون الإستروجين الذي يساعد على حماية القلب.

    ووفقًا لـ"وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة" بالولايات المتحدة، فإن هناك ما يؤثر على الرجل كذلك، وهو عدم الاهتمام بالفحوصات الطبية والتركيز على كسب الأموال لتوفير حياة مريحة للأسرة.

    وفي عام 2016 على سبيل المثال، كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، أن عدد الوفيات لهذا العام بلغ 496.5 ألف حالة وأغلبهم من الرجال، حيث سجلت نسبة وفاة الذكور 274.2 ألف، وكانت نسبة الموت بين الرجال والنساء مشابهة للسنوات الأخرى بعدد من دول العالم.

    ومع قدرة المرأة على العيش فترة أطول مقارنة بالرجل وحصولها على صحة أقوى، ماذا يمكن أن يحدث لو حكمت النساء العالم؟

    منذ وقت بعيد، كانت فكرة أن تحكم النساء العالم سخيفة وغير عقلانية، فالرجل له الكلمة العليا والمسئول عن الأعمال خارج المنزل، والمرأة لها رعاية الأطفال والحرص على إسعاد الزوج، ولكن مع التطور وقيام الحروب أصبح للأنثى شأنا يعلو مع كل محنة يقع فيها المجتمع، إلى أن استطعن الحصول على حقوقهن في بيئة العمل وتدرجن في مراكز مرموقة في عدد من دول العالم كمنصب وزيرة.

    وتقول السياسية والسكرتيرة الصحفية التي كانت تعمل سابقًا في البيت الأبيض، دي دي مايرز، إن الرجل كان ينظر سابقًا للمرأة على أنها كائن يفتقر إلى القدرة الفكرية والثبات العاطفي، ولهذا أي قرار يصدر من النساء يكون غير جيد وبذلك لا تصلح للقيادة، ولكن في العقود الأخيرة تغير كل شيء وأصبحت الحكومات تقبل بمنح مناصب قيادية للنساء، وفقًا لموقع "our world in data" التابع لجامعة أكسفورد.

    أما المدير الإداري السابق لصندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، أوضحت أن التنوع بين الجنسين قوة لكل الأعمال، ويجلب طرق مختلفة لتحليل المشكلات وتقديم حلول.

    وقالت جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية حتى عام 2013، إن العديد من الدراسات أظهرت أن النساء يتقدمن بشكل أفضل من الرجال في الأعمال ويمتلكن مهارة الابتكار وهذا يجعلهن قادرات على حل النزاعات والمشاكل.

    وفي السياق ذاته، أكدت ماري روبنسون، رئيس جمهورية أيرلندا الأسبق، أن النساء إذا حكمن العالم بدلًا من الرجال سيحاولن الحفاظ على المجتمع والأموال وينشرن التسامح ويتخذن القرارت العقلانية ليجعلوا العالم أكثر أمانًا للأبناء والأحفاد.

    وأوضحت أن المرأة ضرورية لبناء السلام والحفاظ عليه بعد أن أصبح العالم يشهد صراعات متتالية ومؤامرات تهدد بإضعاف الكثير من الدول.

    واتفقت معها الدكتورة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، موضحة أن العالم بحاجة إلى النساء لأنهن قادرات على تنفيذ عمليات السلام؛ لأن المرأة أكثر من يعاني في مناطق النزاع، حسبما ذكر موقع "new humanist".

    منوعات