عائلات أمريكية تنتقد مراكز الحجر الصحي لكورونا: المصابون محتجزون كرهائن
مازال فيروس كورونا القاتل يتوغل داخل بلدان العالم، يفتك بالعديد من المواطنين، ويترك البعض بعيدا عن أحباءهم، كما فعل مع الأمريكية "دوروثي كامبل"، البالغة من العمر 88 عاما، وتركها بعيدة عن زوجها "جين"، البالغ 89 عاما.
لم تتوان دوروثي عن زيارة زوجها المصاب بكورونا، والمحجوز داخل الحجر الصحي، ولكن عندما ذهبت لزيارته، كانت القوانين تمنعها من رؤية زوجها، التي تجمعها به علاقة زواج دامت لأكثر من 60 عاما.
لكن الأمريكية العجوز لم تستسلم وحاولت اتباع عدة محاولات لرؤية زوجها، لتظهر في النهاية وهي تختلس النظر لزوجها المحجوز داخل غرفته في الحجر الصحي بمركز رعاية في العاصمة الأمريكية واشنطن، عبر النافذة.
لحظات تسترقها السيدة العجوز ترد إليها الحياة وتطمئنها على زوجها المصاب، تتحدث إليه عبر الهاتف المحمول في الوقت الذي تراه وهو يحدثها فيه، تطمئن عليه ومن ثم تذهب، بمساعدة ابنها "تشارلي"، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
قصة السيدة الأمريكية ليست الأولى، فكثير من المواطنين الأمريكيين انتقدوا مركز الرعاية الذي يستخدم كحجر صحي لمصابي فيروس كورونا؛ بسبب تعامله مع المصابين وذويهم، حيث يزعم أسر المصابين بكورونا بأن المعلومات التي تصلهم عن أحبائهم "قليلة جدا"، بالإضافة لعدم السماح لهم بزيارتهم.
وانتقدت كارمن جراي مركز رعاية كيركلاند بواشنطن، الذي يحتجز والدتها "سوزان هالي" في الحجر الصحي لكورونا، لأنهم لا يسمحون لها بزيارة والدتها، قائلة: "إنهم محتجزون كرهائن".
فيما نددت بوني هولستاد، التي يحتجز زوجها كين هولستاد أيضًا في مركز رعاية الحياة بواشنطن، أن الأحداث داخل المركز "تشبه فيلمًا عن وباء في بلدة صغيرة، وهم لا يعرفون كيفية التعامل مع الموقف".
كما أعربت بوني عن غضبها وقلقها على زوجها، خاصة عندما أخبرتها ممرضة أن زوجها لا يستجيب لعلاج أي من أعراض فيروس كورونا.
فيما أوضح خبراء الصحة الأمريكيون أن "الأشخاص المرافقون لمرضى الفيروس في الرعاية الصحية قد يكونون من بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، لذلك هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات وقائية لصالحهم".
وقال توم فريدن، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض: "أحد الأمور الواضحة هو أن دور رعاية المسنين والمستشفيات التي يوجد بها حجرا صحيا لمرضى كورونا، معرضة لخطر أكبر للإصابة بالفيروس القاتل، لذلك علينا أن نفكر مليًا فيما يمكن القيام به لحمايتهم وذويهم، الوقاية خيرا من العلاج".
ووفقا لجامعة جونز هوبكنز، التي تتتبع انتشار المرض، خلف فيروس كورونا القاتل أكثر من 98 ألف حالة مؤكدة ومشتبه بها على مستوى العالم، في الوقت الذي أودى فيه بحياة أكثر من 3380 حالة.
