السبت، 27 أبريل 2024 04:52 صـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    عرب وعالم

    قرية الأمل البرازيلية.. من منطقة عشوائية إلى نموذج صديق للبيئة

    صوت العالم

    تبدوا المنطقة لا تختلف كثيرا عن مساكن البرازيل العشوائية على سفوح التلال، بأكواخها ذات الأسقف من القصدير وبشوارعها المزدحمة، ولكن بنظرة مقربة أكثر من قرية الأمل كما يسميها أهلها، تظهر حديقة عضوية ونظام لحفظ مياه الأمطار ومدرسة تعلم الأطفال احترام بيئتهم ليجعل كل ذلك المنطقة بيئية بامتياز.

    وبحسب "فرانس 24" فإن السيدة لايا داساوزا هي عرابة الفكرة وهي التي وقفت وراء تطوير قرية فيلا نوفا إسبرانكا لتصبح جنة بيئية.

    وتم انتخاب داساوزا عام 2003 ممثلة عن القرية وذلك بعدما فرت من زوج عدواني كان يعاملها بشكل عنيف، وتقول لايا إنها أرادت جعل القرية بمثابة منزل آمن لأهلها يحترم كل من فيه بعضهم كما يحترمون بيئتهم.

    وفي جولة بحديقة عضوية أشرفت لايا على إنشائها لأهل المنطقة يبدو قسم النباتات المستخدمة للتوابل مزدهرا بنباتات الزعتر والكركم وكذلك الريحان واللافندر، وبقسم آخر من نفس الحديقة تزهر أشجار الموز والبابايا والكوبية بلونها الوردي والبوغانفيليا الأرجوانية.

    وتقول لايا بينما تدخل قسما آخرا من الحديقة، إن ذلك المكان يحوي مختلف الأسمدة الطبية بينما تشير لمجموعة نباتات قابعة داخل بيت زراعة شتوية يعتمد على السماد العضوي غير الملوث للبيئة.

    ويذكر أنه في ضواحي مدينة ساو باولو البرازيلية، توجد نحو 1600 منطقة عشوائية تعج بالفوضي، ولكن القرية التي يقطنها 3000 شخص نالت العديد من الجوائز العالمية تقديرا لبرنامجها البيئي.

    وفي ناحية أخرى من قرية الأمل تقف لايا مع بقية الأهالي لتمزج الإسمنت مع الطوب الأحمر بنشاط لبناء مركز تعليمي لأطفال القرية بينما تقول إن ذلك النوع من البناء أكثر توافقا مع البيئة وهو أيضا أقل تكلفة من البناء الخرساني الشائع استخدامه.

    وتقول لايا إنها حينما قدمت القرية لم يكن فيها شيء حتى لم يكن هناك كهرباء ولكن بعد تعاون وتطوير للمكان أصبح هناك مسرح ومكتبة ومسبح للأطفال وحديقة عامة للأهالي.

    وفي جهة أخرى من القرية ينهي المهندس رودريجو كوليستو مشروع المزرعة السمكية خاصته والتي تهدف بحسب قوله إلى توفير مصدر غذاء للأهالي وبنفس الوقت فإن ذلك النوع من السمك يتغذى على البعوض ما سيؤدي لانخفاض عددها وبالتالي انخفاض وباء دينجي.

    ويضيف كوليستو أنه يشرف بنفس القرية على عمل نظام لحفظ واستخدام مياه الأمطار بدلا من ضياعها.

    ويقوم أهل القرية بصنع جدران رملية حول قريتهم للحماية من الانهيارات الصخرية الشائعة بتلك المنطقة الجبلية.

    وفي آخر الجهود التي تبذلها لايا بجانب أهل القرية لجعل المكان أكثر عطاء لأهله طالبت الحكومة بتوفير رواتب شهرية 250 دولارا للعاملين بالمشاريع البيئية للقرية، وهو نبأ سعيد لقرية يعاني 80% من شبابها البطالة.

    عرب وعالم