الجمعة، 29 مارس 2024 12:15 مـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    عرب وعالم

    الفلسطينيون يحتجون وإسرائيل تتأهب قبل إعلان ترامب «صفقة القرن»

    صوت العالم

    تظاهر آلاف الفلسطينيين يوم الثلاثاء، احتجاجا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسلام الإسرائيلية الفلسطينية، قبل ساعات من الموعد المقرر للإعلان عنها خلال مراسم في واشنطن.

    وعزز جنود إسرائيليون مواقع قرب بؤرة ساخنة بين مدينة رام الله ومستوطنة بيت إيل اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

    وفي الوقت الذي رحب فيه زعماء إسرائيليون بالخطة، رفضها قادة فلسطينيون حتى قبل الإعلان الرسمي عنها. ويقولون إن إدارة ترامب منحازة لإسرائيل.

    ويخشى الفلسطينيون أن تبدد الخطة آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهي مناطق احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، بالسماح لإسرائيل بضم مساحات كبيرة من الأراضي.

    وفي مدينة غزة اليوم الثلاثاء، داس المتظاهرون على صور لترامب كانت ملقاة على الأرض. ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وحملوا صورا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

    وصاح ناشط عبر مكبر صوت "ترامب أحمق. فلسطين ليست للبيع".

    وفي مخيم للاجئين في القطاع الساحلي، تجمع نحو 50 شخصا في ساحة الشهداء وهم يرفعون صورا لعباس وسلفه ياسر عرفات، الذي حمل شعلة القضية الفلسطينية حتى وفاته في 2004.

    وقالت أم أحمد، التي شاركت في الاحتجاج "سندفع من دمائنا وأرواحنا وأبنائنا ثمنا للقدس. صفقة ترامب لن تنجح أبدا".

    وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أنه جرى إرسال جنود لتعزيز غور الأردن، وهو منطقة تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو بضم جزء منها.

    وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية إلى بريطانيا لرويترز في لندن إن خطة ترامب للسلام مجرد ”مسرحية سياسية“.

    وقال: "هذه ليست صفقة سلام. هذا تحويل لشعب فلسطين وأرض فلسطين إلى بانونستان أخرى". وكان يشير إلى مناطق مستقلة كان يعيش فيها السود إبان فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

    وأضاف: "28 يناير 2020 سيمثل ختم القبول الرسمي من الولايات المتحدة لنظام فصل عنصري متكامل تطبقه إسرائيل".

    وترفض إسرائيل جملة وتفصيلا أي مقارنة مع النظام السابق في جنوب أفريقيا.

    *صفقة جيدة؟

    سيدلي ترامب بتصريحات مشتركة مع نتنياهو في البيت الأبيض في وقت لاحق يوم الثلاثاء لتوضيح خطته، وهي نتاج جهود استمرت ثلاثة أعوام من صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

    وقال نتنياهو الإثنين "صفقة القرن هي فرصة القرن ولن نفوتها".

    وأشاد بها زعيم المعارضة الإسرائيلي بيني جانتس باعتبارها "مهمة وتمثل حدثا تاريخيا وقال إنه سيعمل على تطبيقها على الفور بعد انتخابات عامة سينافس فيها نتنياهو في مارس.

    وتطرق ترامب إلى مخاوف الفلسطينيين قائلا أمس "لن يرغبوا بها في البداية على الأرجح.. ولكن أعتقد أنهم (سيوافقون عليها) في النهاية.. إنها جيدة بالنسبة لهم. في الواقع هي جيدة‭‭ ‬‬للغاية لهم".

    لكن ليس من الواضح على الإطلاق إن كانت الخطة ستحيي جهود السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.

    ويقول قادة فلسطينيون إنه لم تتم دعوتهم لواشنطن لحضور عرض ترامب وإن الخطة لن تنجح من دونهم.

    وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين إنه لن يوافق على صفقة لا تؤمن حل دولتين مستداما. وتضع المعادلة، التي كانت محور سنوات من مساعي السلام الدولية المتعثرة، تصورا لوجود إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية.

    ويرفض الفلسطينيون التعامل مع إدارة ترامب احتجاجا على سياساته الموالية لإسرائيل مثل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس التي يريد الفلسطينيون أن يكون الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم في المستقبل.

    وندد الفلسطينيون بالمرحلة الأولى من الخطة والتي تمثلت في خطة انعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار تم الإعلان عنها في يوليو الماضي لأن الخطة لم تتطرق للاحتلال الإسرائيلي.

    وتخشى مصادر فلسطينية وعربية -اطلعت على المسودة- أنها تسعى لرشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي، فيما قد يمهد لضم إسرائيل لنحو نصف الضفة الغربية بما في ذلك معظم غور الأردن.

    كانت إدارة ترامب قد تخلت في نوفمبر عن سياسة أمريكية قائمة منذ عقود عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي.

    ويعتبر الفلسطينيون وغالبية المجتمع الدولي المستوطنات غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك.

    *مشكلة مزدوجة

    قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن ترامب ونتنياهو يريدان صرف الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.

    وأضاف "المشكلة هي أنها (الخطة) لا تبدو كبداية مبادرة مهمة".

    وأقر مجلس النواب الأمريكي مساءلة ترامب الشهر الماضي وتجري محاكمته في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام منصبه.

    أما نتنياهو فسيواجه على الأرجح محاكمة بتهم الفساد. وسحب يوم الثلاثاء طلبه للحصول على حصانة من الملاحقة القانونية من البرلمان. وينفي الرجلان ارتكاب أي مخالفة.

    عرب وعالم