إيواء المتضررين من الزلزال في سكن الجامعات والتوجه نحو التعليم عن بعد مع استمرار الهزات الارتدادية
كتب : تامر عبد الفتاح صوت العالمكارثة الزلزال ليست فقط لحظة حدوثه وموت عشرات الالاف من الضحايا تحت الأنقاض إنما أيضا مأساة مستمرة لمن نجوا، في المقاطعات التركية العشر لن يعود أربعة ملايين طالب لمقاعد الدراسة بعد أن تدمرت المدارس أو تشققت وعادت غير آمنة ناهيك عن موجة نزوح بعيدًا عن الجنوب التركي والشمال السوري حيث الأنقاض تنتشر في كل مكان في تركيا الحلول السريعة كانت بتحويل سكن الجامعات إلى مراكز لإيواء المتضررين ولكنها الجامعات البعيدة عن مركز الزلزال.
أعلن وزير التعليم التركي، أن التعليم في المناطق المنكوبة معلق بسبب الاخطار المحدقة بهزات أخرى فقال " نخشى عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة ومشاعر الأطفال وحتى الكبار صعبة بسبب العدد الهائل من الضحايا والانقاض والمشاهد الصعبة الطلاب القادمون من مناطق الزلزال قد لا يتمكنون من الالتحاق بالجامعات في المقاطعات البعيدة بسبب الاكتظاظ وكذلك الحال بالنسبة للطلاب المدارس".
مهندس الجيولوجيا أحمد تيميز من قسم الزلازل في إدارة الكوارث والطوارئ التركية، أكد أن أربعة الاف مدرسة معرضة لخطر الزلازل في عموم تركيا بسبب مواصفات البناء القديمة وعدم قدرتها على تحمل الزلازل وطالب بضرورة العمل على إصلاحها أو تركها لأنها خطرة ومن الصعب إصلاحها حب المواصفات الجديدة.
بيانات مجلس التعليم الأعلى أشارت إلى أن عدد الجامعات الحكومية في تركيا تبلغ أكثر من مئة وعشرين يضاف لها الجامعات والكليات الخاصة. فيما يتجاوز عدد طلاب الجامعات بحسب أرقام.واتخاذ قرار التعليم عن بعد سيؤثر على عدد كبير من الطلاب، وعدد مهاجع الطلبة الجامعيين في تركيا تبلغ ثمانمائة وهي اسكانات قرب الجامعات الكبرى وفيها ثمانمائة ألف سرير تصلح لإسكان العائلات المنكوبة.
التعليم عن بعد
تحاول الحكومة التركية العودة لنظام التعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني مع استمرار آثار الزلزال خاصة مع اسكان عدد من المنكوبين لمناطق أمنة إلا أن الصفوف المدرسية والجامعية لا تكفي لاستيعاب كافة الطلبة النازحين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم.
هذا وسعت العديد من الجامعات حول العالم مد يد العون لطلبة الجامعيين ومنهم جامعة University of the people التي أعلنت عن ألف منحة جامعية بشكل عاجل لدراسة عن بعد فالجامعة ترى أن كل جهة تستطيع أن تساعد ضمن امكانيتها وتخصصها وهنا ترى الجامعة التي تعلم بشكل كامل عن بعد قدرتها على مساعدة الطلبة السوريين والأتراك بشكل عاجل.
وقال دان كالمونسون مدير العلاقات في جامعة university of the people الأمريكية، لمساعدة الشعبين السوري والتركي قد أطلقنا مبادرة سريعة عن هذه ألف منحة لتعليم عن بعد فهذه الكارثة الإنسانية علينا في كل العالم المشاركة معا لمواجهة التحديات ومساعدة المنكوبين. الجامعات السورية والتركية والكليات والمدارس والعملية التعليمية تضررت بشكل كبير
ويرى أن التعليم لا يجب أن يتوقف ونحن منذ سنوات نساعد السوريين بشكل كبير لدراسة عن بعد عبر منح مقدمة من عدد كبير من المانحين حيث يتعلم عن بعد في جامعتنا أربعة عشر ألف سوري يعيشون داخل سوريا أو لاجئين في الخارج والجهود ستستمر فما نراه للان أصعب من الوصف ".
جامعات أخرى بريطانية وفرنسية هي الأخرى بدأت في حملة تبرعات واسعة عبر مئات من المتطوعين الجامعيين الذين بادروا بسرعة لجمع المال او الملابس لإرسالها للمنكوبين. ومن قبلها عدد من الجامعات العربية بدأت بالفعل لما تراه المنظومة التعليمية حول العالم ضرورة لتحرك لإسناد المنكوبين بشتى السبل.
في تركيا التحدي والعمل مستمر فالطلبة الجامعيين طلبت منهم السلطات اخلاء السكن الجامعي في عدة ولايات تعتبر أمنة وذلك لإسكان المنكوبين لان عدد هذه المهاجع يمكن ان يستوعب عشرات الالاف ويخفف من أعباء الايواء ويقلل من الاخطار.
الطالب محمد عاشور هو أحد أولئك الطلبة "وصلتنا رسالة واضحة بضرورة إخلاء السكن الجامعيٍ وإن لم نفعل ذلك فإن إدارة ستضع أغراضنا في الامانات. سيكون صعبا إيجاد بديل ولكن عندما نرى مأساة العائلات والنساء والأطفال فلا يمكن لي التمسك بغرفتي الجميلة والمريحة، فهذه تقاليدنا لدعم من هم بحاجة".
الطالب محمد جمال قال "من الصعب الحديث عن التعليم الآن لتعليم فالناس هنا خائفة من حدوث المزيد من الزلازل العمارات التي لم تنهار متشققة والناس للآن يبحثون بين الأنقاض عن أحبائهم أو ما فقدوه تحت الردم".
جمال فقد عدد كبير من عائلته ولا يفكر بالتعليم ومع ذلك يرى أنه مع مرور الوقت سيكون هناك حاجة للعودة للحياة الطبيعية وتجاوز الكارثة.