الجمعة، 26 أبريل 2024 03:00 صـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    صوت مصر

    الصيام ليس عائقًا أمام التعليم الالكتروني فاختيار وقت الدراسة متاح

    صوت العالم

    أكثر ما يعاني منه طلاب الجامعات والكليات هو الدراسة خلال شهر رمضان فالسهر ليلا والدراسة نهارا كلها تزيد من الضغوط خاصة خلال فترة الامتحانات التي أحيانا تتزامن مع صيام شهر رمضان.
    الفعاليات الاجتماعية والثقافية والمشاركة على طاولة الإفطار مع أفراد العائلة أو سكان الحي وبعدها السهر في المقاهي تقلب حياة الطلاب رأسا على عقب.

    أحد الحلول لهذه المشكلة هو اختيار وقت الدراسة وعدم إلزام الطلاب بساعات محددة لدراسة في القاعات الدراسية وفق جدول الحضور والغياب المعمول به في الجامعات.
    وهنا يبزر نهج الدراسة عن بعد أو عبر الانترنت الذي بدأ يحتل مكانة كبيرة في الحياة الاكاديمية خاصة في الدول الاوروبية.
    عدد من الجامعات الكبرى بعد جائحة كورونا وجدت أن الدراسة عن بعد ليس فقط مهمة في حالات الوباء ولكن يمكن الاستفادة منها في أكثر من مجال.

    الدكتور محمد رزق الله الخبير في التعليم الالكتروني قال "التعليم عبر الإنترنت هو مفهوم جديد نسبيًا. فوباء الكورونا في جميع أنحاء العالم دفع المدارس والجامعات للإغلاق والاعتماد على التعلم عبر الإنترنت، واحتاج المعلمون فجأة إلى التدريس عبر الإنترنت أي بشكل الكتروني وتقييم أداء التعليم للطلاب أي اجراء امتحانات بطريقة جديدة. البعض في البداية كان حذرًا من إجراء عملية التعليم كاملة عبر الإنترنت، وظهرت مخاوف بشأن ما إذا كان الطلاب يستفيدون ويتعلمون من التعليم عبر الانترنت. مع الوقت بات واضحا أنه على الرغم من اختلاف طرق التعليم عبر الإنترنت عن الأساليب داخل الفصول، إلا أنهما يمكن أن يؤديا إلى نتائج مماثلة وجودة التعليم لم تتراجع والامر بحاجة للمزيد من التطوير كي تنجح بشكل كامل ".

    سهولة الانتقال لتعليم عن بعد جامعة University of the People الأمريكية التي تعلم بشكل كامل عبر الانترنت قرابة مئة وعشرين ألف طالب موزعين حول العالم تتبنى التعليم الالكتروني منذ نشأتها وتمثل نموذج لكيفية الانتقال من التعليم العادي أي في الفصول الدراسية في الجامعات إلى التعليم عبر الانترنت.
    دان كلمنسون هو مدير العلاقات العامة في الجامعة قال " كل شيء في هذا العالم يتطور ويتقدم وأصبحت الحوسبة في كافة المجالات ضرورية فلماذا يبقى التعليم بنفس الطريقة التقليدية. الطلاب يختارون وقت الدراسة المناسب لهم ويختارون أيضا المواد الدراسية وحتى الامتحانات تتم بشكل الكتروني مع ضمان جودة التعليم. ليس كل التخصصات التعليمية قابلة لتعليم الالكتروني ولهذا يجب عدم الاستعجال بفرضها على كافة التخصصات ومع ذلك نرى ان المستقبل في التعليم هو التعليم عبر الانترنت. في الجامعة ليس فقط نعلم باللغة الانجليزية ولكن أيضا ندرس ادارة الاعمال باللغة العربية وهو أمر كان صعبا في البداية لكن الان طلابنا العرب بدل السفر للولايات المتحدة يتعلمون من دولهم ".

    الامتحانات خلال شهر رمضان هي عبء كبير على الطلبة الجامعيين حيث عليهم الدراسة والاستيقاظ باكرا والتركيز في الامتحان والاعذار المعروفة لن تكون مقبولة في قاعة الامتحانات فالمدرسيين أنفسهم عاشوا تلك الايام. الجامعات التي تدرس عبر الانترنت لها امتحانات بطريقة مختلفة وتعتمد بالأساس على مدى الفهم لطلاب أكثر من الحفظ والمذاكرة فهي تهتم بالتقييم وليس بالتصليح إن جاز التعبير.
    يشرح الدكتور محمد رزق الله كيف تتم الامتحانات في الجامعات التي تعلم عبر الانترنت " تعد الاختبارات القصيرة والواجبات الكتابية والأنشطة التفاعلية والمناقشات عبر الإنترنت من بين الأساليب المستخدمة لعمل تقييمات التعلم عبر الإنترنت.الاختبارات هي من تلك الأدوات التقييم التقليدية يمكن تعديلها بسهولة لتناسب التعلم عبر الإنترنت بشكل أفضل.
    على سبيل المثال، يمكن استخدام الاختبارات غير المصنفة في بداية الدرس لفهم المعرفة والتحصيل من المواد التعليمية لدى الطلاب.
    الطريقة إلى حد ما مختلفة عن الامتحانات التقليدية المتعارف عليها إلا أن الدكتور رزق يرى أنه يمكن للأنشطة التفاعلية أن تعزز تعلم الطلاب من خلال تعزيز المهارات غير المعرفية مثل حل المشكلات واتخاذ المخاطر والتعاون والانضباط. هذا النوع من التقييم يسمح للمعلمين بتقييم تعلم الطلاب بطريقة ممتعة وجذابة لا تشبه الاختبارات التقليدية. هناك عدد لا يحصى من التطبيقات التعليمية التي يمكن استخدامها لإنشاء تقييمات قائمة على الألعاب.
    تسارع التطور التكنولوجي وتطور البرامج التعليمية المحوسبة وحتى المكتبات الالكترونية كلها فتحت الباب أمام تطور الطرق التعليمية وكيفية دراسة الطلاب. فبدل الجلوس في قاعات والدراسة من الكتب فالان كل ذلك بات الكترونيا. ويرى خبراء التعليم أن الدراسة عن بعد ستزيد من الخرجين وترفع نسبة التعلم الجامعي لانخفاض التكاليف وعدم الحاجة لسفر. في النهاية سيختار الطالب متى يدرس ومتى ينام ومتى يستمتع بوقته الإضافي دون أي رابط زمني ثابت وجامد.

    صوت مصر