دراسة لنائب رئيس مركز القدس: الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في جنين لتنفيذ مخططات لإشعال المنطقة


كشفت دراسة موثقة عن أهداف الحرس الثوري الإيراني الذي تأسس عام 1979 بأمر من روح الله الخميني لحماية أهداف الجمهورية الإسلامية في الداخل والخارج والذي شهد توسعًا عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد حيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى تنفيذ هجمات إرهابية وعمليات مؤثرة أيديولوجيًا وإعلاميًا ضد إسرائيل. بزعم المقاومة مع الفلسطينيين.
وتقوم هذه الدراسة المستفيضة بتحليل الهجوم الإرهابي الذي نفذته مجموعة مسلحة أكدت التحقيقات علاقتها المباشرة مع الحرس الثوري الايراني، وأدى الهجوم الذي نُفِّذ في الضفة الغربية يوم (20 يونيو الماضي) إلى مقتل أربعة اسرائيليين، ووقع بعد يوم واحد من استهداف المجموعة نفسها سيارات للجيش الاسرائيلي بمتفجرات وعبوات ناسفة. وقد اكتشف الجيش الاسرائيلي مختبرات وآبار تحت الأرض وغرف عمليات إثر اتخاذ المجموعة مدينة جنين التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، ملجأ لهم ولعملياتهم الإجرامية.
وركزت الدراسة والتي قام بإعداداها نائب رئيس مركز القدس للدراسات والباحث الأكاديمي - وعضو في اللجنة التنفيذية لمبادرة الشرق الأوسط على إيضاح التأثير الإعلامي للصراع الدائر في جنين بين الجيش الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية التي تعمل لصالح الحرس الثوري الايراني من خلال تصفح بعض وسائل الإعلام الدولية.
وكُتِبَت هذه الدراسة استجابةً لتغطية وسائل الإعلام الأجنبية لأحداث جنين، التي تبنت بشكل خاطئ سرديةنظام الحكم الإيراني، وصورت الهجوم على أنه "اشتباك فلسطيني – إسرائيلي" مستندة إلى اتهامات الحرس الثوري الإيراني والجماعات الفلسطينية الموالية لإيران بأن "القوات الإسرائيلية سعيدة بقتل الأطفال".
وبالإمكان تفنيد هذا الحدث السياسي الهجومي بسهولة. وقد وثَّقت استشهادات من وسائل الإعلام التابعة لنظام الحكم الإيراني على مدى العقد الماضي بشأن تطوير عمليات الحرس الثوري الإسلامي في الضفة الغربية وتنفيذها استراتيجيًا وتوسيع نطاقها.
وق وضعت هذه الحقائق في تتابع زمني تسلسلي للبيانات الصحفية الصادرة عن المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، ومسؤولين كبار في الحرس الثوري، وفي وكالات الأنباء الرسمية للنظام، بالإضافة إلى بيانات صحفية لمؤيدي النظام، كجزء من حملة لتهيئة الرأي العام عبر وسائل الإعلام الرسمية للنظام.
ويشمل هذا التقييم بيانات صحفية من المسؤولين الفلسطينيين الداعمين لبرنامج عمليات التأثير التي ينفذها الحرس الثوري. وجميع الجهات ذات الصلة، بـ الحرس الثوري تشير إلى منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وإلى القائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كقائد استراتيجي إيراني رفيع المستوى،وإلى دورهم، سواء في تدريب الإرهابيين الفلسطينيين وتسليحهم، سواءً في جنين أو أي مكان آخر من أجل النضال المسلح والحرب الإيديولوجية ضد إسرائيل.
وتابعت الدراسة أن هناك حاجة واضحة للتصرف فورًا لتغيير السرد الغربي الخاطئ الواسع الانتشار – ويتمحور حول الشبان الفلسطينيين الذين يناضلون ضد "المحتل الصهيوني" – إلى سرد أدق، يتبع المبادرة المدروسة التي ينفذها النظام الإيراني بهدف دعم وتوجيه النشاط الإرهابي الفلسطيني من الضفة الغربية ضد المدنيين الإسرائيليين، فضلا عن أنه توجد حالة ملحة لتصحيح السرد الإعلامي الغربي الخاطئ، لكن السردية الشائعة: "المقاتلون الفلسطينيون الشباب يحاربون المحتل الصهيوني" لا تعكس القصة الحقيقية، وهي أن الحرس الثوري الإسلامي نفذ حملة مدروسة بعناية لتدريب عناصر إرهابية فلسطينية وتوجيههم وتمويلهموإلهامهم لقتل المدنيين الإسرائيليين. وفي الواقع، فإن السرد الإعلامي الغربي المقبول، وهو زائف مضلل، أن (القوات الإسرائيلية سعيدة بقتل الأطفال) يجب تصحيحه ليعكس القصة الحقيقية.
وتناولت الدراسة البيانات الصحفية للمرجع الأعلى الايراني، علي خامنئي:والتي تحدثت عن ضرورة تسليح بعض الفصائل فى قطاع غزة حيث جاء أول بيان صحفي صادر عن مرشد الثورة علي خامنئي بشأن تسليح الضفة الغربية كان في 23 يوليو 2014، في خطاب ألقاه أمام الطلاب في يوم القدس. أكد فيه المرشد ضرورة تسليح الضفة الغربية:
"... لذلك، أعتقد، وهذه قناعتي، أنه يجب تسليح الضفة الغربية مثل غزة. هناك حاجة للقوة. أولئك الذين يهتمون بمصير فلسطين ويمكنهم التصرف يجب أن يسلحوا السكان. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقلل من معاناة الفلسطينيين أن يكون لديهم قوة وأن يكون بإمكانهم استخدامها..."
وفي 16 أكتوبر 2014، أكد أن:
• "... واحدة من المساعي الضرورية التي نهدف إلى تحقيقها هي التخطيط لأن تنضم الضفة الغربية إلى غزة في الصراع مع النظام المحتل. هذا مشروع أساسي."
وفي وقت لاحق من تلك السنة، في 25 نوفمبر، أعلن أن تسليح الضفة الغربية يتجاوز الخلافات الطائفية بين المسلمين:
"... بعون الله، تجاوزنا الخلافات الدينية ... تمامًا كما ساعدنا حزب الله الشيعي، ساعدنا حماس والجهاد وسوف نساعدهم أكثر. لم نقل هذا شيعي أو سني، حنفي أو حنبلي... لقد أعلنت، وبالتأكيد سيحدث، وجوب تسليح الضفة الغربية مثل غزة وأن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها.
و في 29 أبريل 2022، في خطاب على التلفزيون الرسمي بمناسبة يوم القدس، أشار صراحة إلى أهالي مخيم جنين بينما كان يمدح المقاومة الإسلامية العالمية:
"أنتم تمثلون الشعب في فلسطين، أنتم الشبان المخلصون في الضفة الغربية و(الأراضي التي احتلت عام) 1948، أنتم مقاتلو مخيم جنين. أنتم سكان مخيمات اللاجئين خارج فلسطين. أنتم الجزء المهم والحساس والرائد لكيان المقاومة."
و في 1 يناير 2023، في خطاب موجه إلى عائلة قاسم سليماني بمناسبة ذكرى اغتياله، عبّر عن شكره لدور سليماني في قيادة منظمات الإرهاب الفلسطينية في النضال المسلح ضد إسرائيل:
"سعي سليماني الرئيس كان الحفاظ على المقاومة، وتوسيعها، وتسليحها، وإحياء الجانب الروحي والمادي للمقاومة... زادقوتهم ماديًا. لم ننسَ وأنا في خطبي في تلك السنوات أشرت إلى أن الفلسطينيين يقاتلون بالحجارة. لم يكن لديهم أسلحة أخرى. قارنوا ذلك بوضع فلسطين اليوم، سواء في غزة أو الضفة الغربية... بعبارة أخرى، أعاد سليماني إحياء المقاومة، باعتماده على موارد إيران وتجربته من سنوات الحرب مع العراق. بذل جهدًا ضخمًا في هذا المجال، ومن واجبنا أن نواصل ذلك."
و في 22 أبريل 2023، في اجتماعه مع قادة النظام وسفراء أجانب، قال:
"يجب أن تكون استراتيجية العالم الإسلامي تجاه فلسطين اليوم ي دعم القوى الداخلية هناك. جهود جبهة المقاومة في كل مكان لها قيمة. تمامًا كما نهتم بمشكلة فلسطين، يجب أن تتركز هذه الجهود على تعزيز العناصر المقاتلة التي تقاتل داخل فلسطين نفسها وتعرض بذلك حياتها للخطر."
و في 14 و21 يونيو من هذا العام، في اجتماعاته مع قادة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة حماس، قال:
"... تعزيز مجموعات المقاومة في الضفة الغربية بشكل مستمر هو المفتاح الرئيسلهزيمة العدو الصهيوني، ومن واجبنا أن نستمر على هذا النهج".
"النقطة المركزية في هزيمة العدو هي الضفة الغربية، وحتى الآن، هناك تطورات جيدة في هذا المجال. من الذي كان سيتخيل يومًا سيأتي فيه يوم تحاصر فيه الشبان الفلسطينيون أفراد جيش الاحتلال بطريقة ما حتى اضطروا لاستخدام طائرات حربية للهروب من حصار المقاتلين الشبان؟ لكن ذلك حدث قبل عدة أيام."
كما تناولت الدراسة ما تم تناوله علي لسان وكالات أنباء الحرس الثوري حيث نشرت وكالة أنباء مرتبطة بالحرس الثوري، مشرق نيوز، مقالة في 1 يوليو 2023، قبل يومين من بدء عملية إسرائيل "بيت وحديقة"، تحت عنوان: "كيف تم تحقيق وعد الزعيم في عام 2014 بتسليح الضفة الغربية"،استعرضت المقالة أحداث الأيام السابقة في الضفة الغربية بشكل عام وفي جنين بشكل خاص. أكد كاتب المقالة أن الضفة الغربية أصبحت تهديدًا خطيرًا ومتناميًا لإسرائيل، وجزءًا من ورطة إسرائيل الأمنية الكبيرة. وزعم كاتب المقالة أن أعضاء في مجموعات مسلحة تشكلت مؤخرًا في الضفة الغربية خضعوا لتدريبات عسكرية كبيرة، ويمكنهم مواجهة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي.
وفي نهاية المقالة، أُعطيت إجابة ضمنية على السؤال المستمد من العنوان باقتباس من كلمات خامنئي خلال صلاة الجمعة في طهران في 3 فبراير 2012. في خطابه، نفى خامنئي تورط إيران في الاضطرابات المدنية في البحرين وأضاف:
"نحن، في كل مكان نتدخل فيه، نعلن ذلك علنًا. تدخلنا في حالات المقاومة ضد إسرائيل، وكانت النتائج انتصارًا على إسرائيل في حرب لبنان الثانية وعملية "الرصاص المصبوب". من هذه النقطة وفي المستقبل، أية دولة أو مجموعة تحارب النظام الصهيوني، سنقف وراءهم ونساعدهم، ولا نخاف من إعلان ذلك."
كما تناولت الدراسة تصريحات القادة الفلسطينيين حول المساعدة الإيرانين حيثذكرت أنه في 19 نوفمبر 2014، في مقابلة مع مشير المصري، القيادي في حركة حماس وعضو مجلس النواب الفلسطيني، في صحيفة "كيهان". قال:
"فيما يتعلق بمطالبة زعيم الثورة بتسليح الضفة الغربية، يجب أن نكون ممتنين لهذا الموقف، ويجب تحقيق هذا المطلب، ويجب على الشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان الضفة الغربية بشكل خاص أن يسلحوا أنفسهم. إنهم قادرون على هزيمة العدو الصهيوني وخلق معادلة جديدة في الشرق الأوسط."
في 1 يوليو 2023، في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة "الوفاق" (صحيفة يومية عربية تصدر في إيران)،نشرتها وكالة أنباء مشرق التابعة للحرس الثوري الإيراني، مع زياد النخالة، رئيس الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وشدد النخالة على أن:
"مساعدة إيران للفلسطينيين لها جانبان. أحدهما مساعدة عائلات الشهداء والأسرى، وهدفها إنساني، لكن الجانب الثاني في عسكري:توريد أنواع مختلفة من الأسلحة ونقلها إلى غزة والضفة الغربية، وتترتب عليه تكاليف عالية... كان سليماني دائمًا موجودًا في الساحة وكان يراقب كل شيء، من تدريب المقاتلين إلى نقل المساعدات... عندما تحدث خامنئي عن تسليح الضفة الغربية،وضع نقطة مهمة بشأن الحرب مع العدو. كان لهذا التوجيه تأثير رائع على قواتنا النظامية وعلى قوات المقاومة. تعاون الجميع لإحداث تغيير، وبخاصة في الوضع في الضفة الغربية. وكان التركيز على تغيير الوضع الراكد في الضفة الغربية نحو المقاومة النشطة كما نشهد اليوم. وتُورَّد الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر تهريبها أو عن طريق الحصول عليها من الإسرائيليين."
مقدمة نشرة في شبكة اعلامية فلسطينية نشرت تغريدة انتقدت فيها الإيرانيين خلال عملية "بيت وحديقة"، حيث كان الفلسطينيون يُقتلون، وكانوا مشغولين بتفاخرهم بقوتهم العسكرية العظيمة. أثارت التغريدة هجومًا ضخمًا من متصفحين فلسطينيين هاجموها وذكَّروها بأن كل ما لدى المقاومة بفضل إيران. في وقت لاحق، في تغريدة أخرى، أوضحت مقصدها، وقالت إنها تقدر جهود إيران كثيرًا نيابة عن الفلسطينيين في المقاومة ضد إسرائيل، لكنها غير سعيدة بأن الإيرانيين يأخذون كل الفضل في المقاومة لأنفسهم.
واختتمت الدراسة استنتاجات هامة قسمتها كالتالي :
أولًا: السرد الزائف لنضال شباب فلسطينيين من أجل تحرير فلسطين ضد جيش احتلال قمعي يمثل جهدًا استمر سنوات اضطلعت به السلطة الفلسطينية لهندسة تصوّر الرأي العام الدولي. وأظهرت نتائج حملة السلطة الفلسطينية والنظام الإيراني ذلك بوضوح في تغطية عملية "بيت وحديقة" في جنين، حيث أدان الرأي العام الدولي رد الفعل الإسرائيلي غير المتناسب ضد الأطفال الفلسطينيين، كما في عبارة: "قوات الاحتلال الإسرائيلي سعيدة بقتل الأطفال" التي وردت في مقابلة رئيس الوزراء السابق بينيت مع بي بي سي.
ثانيًا: من الواضح أيضًا أن الرأي العام العالمي لا يعتبر الصراع في جنين صراعًا بين مقاتلي الإرهاب الفلسطينيين الذين يدربهم ويسلحهم الحرس الثوريالإيراني وجيش الدفاع الإسرائيلي، رغم وجود معلومات متاحة تشهد بذلك. ونظرية خامنئي بشأن تسليح الضفة الغربية ضد إسرائيل واضحة في تصريحاته وخطبه منذ عام 2014. وتشير تصريحات مسؤولي الحرس الثوريعلى مر السنين تنفيذًا لتوجيهات آية الله. ويشير خامنئي ومسؤولو الحرس الثوري ومسؤولو الجهاد الإسلامي الفلسطيني بصراحة إلى دور سليماني في تسليح شباب الضفة الغربية وتدريبهم. ومن الواضح أيضًا أهمية دور النظام الإيراني في هندسة هذا التصور، والدعم الظاهر الذي يقدمه إعلاميو النظام لدعم النضال المسلح الفلسطيني.
ثالثًا، ثمة معارضة داخلية إيرانية، كما هو موضح في دعوات متكررة يطلقها مواطنون يدينون الإنفاق الإيراني الكبير في بلدان أجنبية وسعيه لتحقيق مصالح أيديولوجية بينما يعاني سكان إيران الفقر والجوع.
رابعًا، يبدو أن المجهود الإسرائيلي، إذا كان موجودًا، لا يعزز السرد الذي يقول إن المعركة في الضفة الغربية، وفي جنين بشكل خاص، ليست صراعًا إسرائيليًا –فلسطينيًا بالمعنى الحرفي، وإنما جزء من صراع إيراني –إسرائيلي أكبر، وهو جزء من خطط إيران لدعم قدرات الإرهاب وتعزيزه على طول حدود إسرائيل وفي غزة والضفة الغربية.
خامسًا، عندما ننظر إلى نتائج قيام إيران بتسليح مقاتلي الإرهاب الفلسطينيين في الضفة الغربيةوتدريبهم، بالمقارنة مع البيانات الإعلامية للجنرال سلامي ومسؤولي الحرس الثوري الآخرين وتؤكد أن "الصهاينة ليس لديهم مكان آمن في فلسطين المحتلة"، وفرضية "الهجرة العكسية"، وأنواع مختلفة من التهديدات، نرى الفشل الحقيقي للخطة الإيرانية حيث تظهر نتائج التسليح والتدريب الإيراني محدودة للغاية.
سادسًا، تؤكد هذا الورقة أهمية أن تشن إسرائيل حربًا ناعمة جنبًا إلى جنب مع جهودها لمكافحة الإرهاب في جنين للقضاء على عشوائيات الإرهاب الفلسطينية المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني هناك.
التوصيات السياسة:
عرض هذا التحليل الإشارات، والاقتباسات، البيانات الصحفية العامة، التي أدلى بها خامنئي وقادة الحرس الثوري وآخرون بشأن الصلة الواضحة بين دور الحرس الثوري في تسليح لوكلائه في الضفة الغربية وتدريبهم،كما يظهر في حاضنات الإرهاب في جنين.
جهاز الدعاية المؤثر للنظام الإيراني، جنبًا إلى جنب مع جهاز الدعاية الفلسطيني، نجحا في بناء سردية أن الأطفال يقومون جيش الاحتلالي الصهيوني بالخحارة لتحرير فلسطين. وقد حان الوقت للمشاركة في هذه الحرب الدعائية بأي ثمن. والأدلة على ما يقدمه الحرس الثوريفي مجالات: التمويل، والتسليح، والتدريب، والدفع لأسر الشهداء ماثلة أمامنا، وفي هذه الحرب الدعائية، كل ما يحتاجه المرء: تقديم الدليل.
المتطلب الرئيس: التحرك دوليًا، مع كل ما يعترض التقدم في هذه الحرب الدعائية من صعوبات.
بالتزامن، يجب أن تقدم إسرائيل للفلسطينيين الأدلة على أن ما يهم النظام الإيراني الحالي ليس رفاهية الفلسطينيين، بل الثورة الشيعية. ويجب نشر اقتباسات مثل ما يلي من الشيخ حجة الإسلام حامد كهساني:
"العائلة الفلسطينية التي تضحي بسبعة من أفرادها في النضال من أجل تحرير القدس، لم تفعل ذلك باسم الشيعة، مات أبناؤها عبثًا."
يجب أيضًا أن نقدم للشعب الإيراني، الذي يعاني أزمة اقتصادية عميقة، البيانات المالية التفصيلية التي تفصح عن نفقات الحرس الثوري لتسليح خلايا الإرهاب في الضفة الغربية، من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وحماس، وغيرها من المنظمات في يهودا والسامرة وغزة.
وفي التحرك الهجومي في مجال الحرب الدعائية الدولية، يجب أن نسلط الضوء على القفزة الكمية الجريئة والنشطة في النشاط الإيراني العلني منذ بداية عام 2022، ليس فقط في تمويل نشاط الإرهاب في الضفة الغربية ضد إسرائيل، بل في جميع الميادين، وضمن ذلك عمليات التصوير والتأثير التي نجحت في استغلال الخطاب الغربي.
ثمة رأي سائد مفاده أن هذه الظاهرة تنبع مما يغتبرهالإيرانيون ضعفًا في عزم الولايات المتحدة الأمريكية منذ انتخاب بايدن، وانتعاش البرنامج النووي، وفشل تنفيذ العقوبات ضد إيران، وزيادة كبيرة في صادرات النفط الإيراني من عهد ترامب إلى عهد بايدن (التي تمكّن تمويل النشاط المتوسع للحرس الثوري).