الثلاثاء، 19 مارس 2024 06:34 صـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    ديني وقفات مع احاديث النبي

    النية الصادقة تعدل العمل.

    صوت العالم

    عَنْ أبي عَبْدِ اللَّهِ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَع النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في غَزَاة فَقَالَ: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ" وَفِي روايَةِ: "إِلاَّ شَركُوكُمْ في الأَجْر" رَواهُ مُسْلِمٌ.

    ورواهُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ: "إِنَّ أَقْوَامَاً خلْفَنَا بالمدِينةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلاَ وَادِياً إِلاَّ وَهُمْ مَعَنَا، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ".

    هذا الحديث الشريف، باب عظيم من أبواب الخير والرحمة بالمؤمنين، وفيه من التيسير ورفع الحرج ما فيه، حيث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن للنية الصادقة أجر عظيم يناله العبد وإن لم يعمل، فالحديث يحكي موقفا من المواقف في غزوة تبوك تلك الغزوة التي كان فيها من الشدة والفاقة على المسلمين ما فيها، فتخلف ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الغزوة بسبب الفقر وعدم وجودهم الراحلة والعدة أو من يحملهم، فجاؤا للنبي صلى الله عليه وسلم ليعطيهم ما يركبونه أو يجهزون به أنفسهم، فاعتذر لهم ، فرجعوا وهم يبكون وقد علم الله ما في قلوبهم من صدق النوايا، فأنزل فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة.

    قال تعالى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) سورة التوبة : آية92.

    فكان جزاؤهم أن أعطاهم الله من الأجر مثل من خرج وقاتل سواء بسواء، جزاء نيتهم الصادقة.

    د. محمد عبدالمولى نجم  

    الأجر النية فضل النية الصادقة.

    ديني