الجمعة، 29 مارس 2024 11:59 صـ
صوت العالم

    رئيس التحرير عصام الدين راضى

    أخبار مصر

    إغلاق الجامعات السودانية مع انعدام الأمن يهدد العام الدراسي

    صوت العالم


    أغلقت معظم المدارس والجامعات والكليات أبوابها في عدد من مدن السودان منذ بدء الازمة السودانية الداخلية. الأجواء ماتزال خطرة في عدة محافظات خاصة العاصمة الخرطوم فالأهالي لا يرسلون أولادهم إلى الصفوف الدراسية. أما وزارة التربية والتعليم فحذرت من أن استمرار المعارك قد يؤدي إلى تشويش الامتحانات النهائية لثانوية العامة.

    الجامعات أيضا توقفت عن التعليم بسبب الخوف من الاشتباكات وتجربة التوجه لتعليم الالكتروني ماتزال صعبة التنفيذ بسبب قلة الموارد الاقتصادية وصعوبة تدريب الكوادر التعليمية وتوفير الاحتياجات التكنولوجية. ومع ذلك هناك بعض الطلبة الجامعيين السودانيين الذين يتعلمون في جامعات عالمية عبر الانترنت. لم يتوقف العديد منهم عن الدراسة إلا أولئك الذين يعيشون في مناطق أو أحياء انقطعت فيها شبكتي الانترنت والكهرباء اللتين تعرضتا إلى صعوبات تقنية منذ بداية الازمة.

    الطالب محمد أحمدي يتعلم ادارة الاعمال عبر الانترنت قال " عدد الضحايا كبير في السودان، النظام الصحي متضرر، المدارس والجامعات مغلقة. حالات اللجوء تزداد يوما بعد يوما بسبب الخوف من المستقبل. الوضع صعب خاصة فيما يتعلق بالأطفال والنساء وكبار السن. من الصعب الان الحديث عن العودة لتعليم التقليدي في المدارس والجامعات. الطريقة الأفضل الان هي الدراسة عبر الانترنت رغم بعض المشاكل التي نعاني منها مثل انقطاع التيار الكهربائي وشبكة الانترنت في بعض المناطق. ولكنه الحل الوحيد وإذا أراد الطلاب أن يدرسوا في ظروف الحرب فعليهم أن يختاروا التعليم عبر الانترنت".

    الامم المتحدة تطالب بوقف الحرب وتنذر أنها تؤثر بشكل مباشر على التعليم المدرسي والجامعي المتوقف ولهذا طالبت طرفي النزاع وقف إطلاق النار لعودة الاستقرار والانخراط في مفاوضات لتوصل لحل سياسي دائم. دان كالمنسون مسؤول العلاقات العامة في جامعة UoPeople الامريكية أكد على أهمية استمرار العملية التعليمية " في الظروف الصعبة مثل الحرب يمكن اللجوء لدراسة عبر الانترنت والذي بات يشكل الحل الافضل والأمن ولربما الوحيد أمام اغلاق الجامعات. نحن كجامعة نرى أهمية التقدم في الأدوات التعليمية وخاصة التعليم عبر الانترنت الذي يشكل مستقبل التعليم ولكنه أيضا سيوفر حل لطلاب في مناطق النزاع ".
    الدكتور محمد رزق الله المختص بمناهج التعليم الجامعية قال إن التعليم عبر الانترنت هو المستقبل الواقعي لتعليم وسيحل المشاكل الحالية إذا ما تم العمل عليه بشكل جدي وقال " وباء الكورونا أنشاء محطة مفصلية بين التعليم التقليدي والالكتروني وبات الان الحديث عن التعليم الالكتروني ليس ترفا إنما من الواجب اعتماده ليس لمواجهة الاوبئة والحروب فحسب بل لأن كل القطاعات أصبحت رقمية فالتعليم بدوره سيتحول إلى رقمي ولن يبقى أسير الصف الدراسي واللوح والكتاب. البديل الان هو بوابة إلكترونية ومكتبة الكترونية تشمل كافة الكتب والمراجع ومقررات تعليم على الانترنت والاهم تدريب المدرسين على تلك الأدوات التعليمية الجديدة ". توجهت عدد من الجامعات العالمية لتعليم عن بعد مثل New York وجامعة ستانفورد وHarvard وغيرها حيث تطورت الادوات التكنولوجية وترى هذه الجامعات أن التعليم الالكتروني يشكل وسيلة مهمة لتطور التعليم.
    عقيل الصديق يدرس إدارة الاعمال عبر الانترنت ويسكن في الخرطوم, اضطر للانسحاب من الدراسة بسبب عدم الاستقرار الأمني والاهم بسبب تذبذب شبكة الانترنت مما شكل معضلة لتعليم عن بعد فقال " شبكات الكهرباء والانترنت تعمل بشكل متقطع في الحي الذي أسكن فيه واسمه حي الرياض وانقطاع التيار الكهربائي بات أيضا مزعجا. حاولت البحث عن حي أخر فيه شبكة انترنت لكن في الحقيقة هناك خوف من تجدد الاشتباكات. لهذا قررت الانسحاب من الفصل الدراسي الحالي حتى لا أفقد مقعدي بسبب الانقطاع عن الدراسة والجامعة كانت متفهمة جدا لأنني أدرس عن بعد وهم يتابعون الاخبار ".
    الطالب عبد السلام عبد العزيز يرى أن الوضع التعليمي في السودان كله صعب فقال " ليس بمقدور الطلاب والمعلمين الحضور للجامعات والمدارس لان التوتر مازال قائما في مختلف المحافظات. جميع المؤسسات التعليمية بما فيها الجامعات علقت الدوام، والطلاب الان مصيرهم مجهول ولا نعلم متى تعود الحياة إلى طبيعتها ".

    عبد السلام من جانبه اختار من قبل الازمة الدراسة عبر الانترنت وهو مستمر في الدراسة لان التيار الكهربائي وشبكة الانترنت كانتا متوفرتين ولو لعدة ساعات يوميا في حارته مما ساعده على حفظ الدروس على الحاسوب لدراسة لاحقا وفي نفس الوقت شحن الحاسوب ليتمكن من الدراسة لبضعة ساعات. فقال عبد السلام " التعلم عبر الإنترنت كان الخيار الأفضل لي، على الرغم من صعوبات الحرب والظروف القاسية، أستطيع الاستمرار في الدراسة عن بعد والعمل على تحقيق أهدافي الأكاديمية، وعن طريق الحاسوب الشخصي أو حتى هاتفي المحمول وبكل بساطة أستطيع الدراسة. حتى أنني أتواصل مع رفاقي في الدروس والمحاضرين عبر ارسال البريد الالكتروني لان شبكة الانترنت ليس دائما تعمل وهم عموما يردون على رسائلي. أنا أدرس إدارة الاعمال في جامعة University of the People بالعربي ومصمم على الاستمرار في الدراسة ".

    التوجه الحكومي لتعليم الالكتروني هو غير ممكن الان ولربما الامر يحتاج لبضعة سنوات لان الازمة الاقتصادية قد تتصاعد أيضا وهنا سيشهد السودان أزمة اقتصادية من حيث توفير المال اللازم لشراء أجهزة الحاسوب. إلا أن تجربة الحرب القاسية ومن قبلها جائحة الكورونا كلها تشير إلى أهمية التفكير جديا بالتعليم الالكتروني لتطوير العملية التعليمية ككل وليس فقط لمواجهة أشهر من الازمات البيئية أو السياسية إنما اعتماده كنهج تعليمي جديد يرادف التعليم التقليدي لإسناده وتطوير الكوادر التعليمية لفهم تلك الأدوات والاستفادة منها.

    0ede8f239afa.jpg
    7ffc66c0a018.jpg
    eb269d999d43.jpg

    أخبار مصر